تطور مؤسسة الوقف ضمن سياقها التاريخي في الشرق الأوسط: وجهة نظر بديلة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تُسلط هذه الورقة الضوء على مفهوم الوقف في إطار تطوره التاريخي لفهم دوره كبديل للحكومة في تقديم الخدمات الاجتماعية لفئات المجتمع الضعيفة في التاريخ الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي. تُشير المصادر إلى وجود مدرستين تشرحان سبب ازدهار الأوقاف في القرون الوسطى، وذلك على الرغم من بعض التقلبات التي شهدتها الأوقاف في تلك الحقبة التاريخية، حتى نهاية حكم العثمانيين الذي أسهم في الاضمحلال شبه الكامل للأوقاف في الشرق الأوسط بعد انهيار الخلافة العثمانية. فالمدرسة الأولى، ويتشكل أغلبها من المستشرقين، وهي تعتبر أن الأوقاف مَثَّلت السبب الرئيس في عدم تمكن اقتصادات البلدان الإسلامية من النجاح في التصنيع والتحديث لتحقيق الازدهار الاقتصادي المنشود. وبحسب وجهة نظر المنتمين لهذه المدرسة فإن الأوقاف كانت في الأساس أداة لحماية الثروة؛ أي ثروة الأغنياء، ووسيلة لتجنب الضرائب ومصادرة الأموال التي قد تقوم بها الدولة. ومن جهة أخرى فإن الباحثين في المدرسة الأخرى يلقون باللوم على التأثير الاستعماري وما بعد خروج الاستعمار الغربي من البلدان الإسلامية الذي أسهم بشكل رئيس في دمار مؤسسات الأوقاف واضمحلال دورها، من خلال وضع الأوقاف تحت السيطرة المركزية للدولة أو مصادرتها.. تُرسي هذه الدراسة الأسس لوجهة نظر بديلة تشرح ما للدولة من دور حاسم في نجاح الأوقاف أو إخفاقها؛ حيث إن استقلال القضاء أو انعدامه يقوم بدورٍ كبيرٍ في تحديد أداء الأوقاف وبقائها في الشرق الأوسط.