التحليل المكاني للعواصف الغبارية ومخاطرها على حركة النقل في الطرق بالمملكة العربية السعودية باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية

Main Article Content

أمينة الرحيلي

Abstract

العواصف الغبارية كوارث طبيعية لها تأثير خطير على مختلف جوانب الحياة


كانخفاض الرؤية وإعاقة قطاع النقل، وتترسب الجزيئات الأكبر حجمًا من الغبار في الجهاز


التنفسي العلوي (البلعوم، والقصبة الهوائية)، بينما يمكن أن تدخل الجزيئات الأصغر إلى أنسجة


الرئة العميقة، ويمكن أن تسبب الخصائص الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية لهذه الجسيمات


اضطرابات في صحة الجسم، بالإضافة إلى الجهاز التنفسي، ويلحق الغبار ضررًا بأنظمة


الجسم، كالجهاز الدماغي، والقلب والأوعية الدموية، والجلد، والدم، والجهاز المناعي. وتحدث


العواصف الغبارية في المناطق ذات المناخ الجاف، حيث يقل متوسط هطول الأمطار السنوي


عن 100 ملم، وتتشكل عندما تهب رياح قوية على الأسطح المغطاة بالتربة الرخوة والرمال


الجافة وتفتقر إلى الغطاء النباتي. وتقع المملكة بنقطة ساخنة عالمية لنشاط الغبار، حيث يبدأ


نشاط العواصف الغبارية أوائل الربيع ويصل ذروته خلال الصيف، بسبب ظروف الجفاف


الشديد ومدته، والرياح الشمالية المعروفة محليًا برياح الشمال، والتصحر والأنشطة البشرية.


وتؤثر العواصف الترابية على مختلف جوانب حياة الإنسان، حيث تؤثر الجزيئات الموجودة في


العواصف الترابية على الظروف الجوية، من خلال زيادة تغيير توازن إشعاع الأرض، بسبب


امتصاص وتشتت الأشعة القصيرة والطويلة الموجة، مما يؤثر على درجات حرارة الهواء،


ويسبب أضرارًا على النظم البيئية، والإنتاج الزراعي، ويؤثر الغبار على الخصائص الفيزيائية


والميكروفيزيائية للسحب، مما يؤثر على كفاءة هطول الأمطار، ويقلل من حموضة التربة، مما


يؤدي إلى خسائر اقتصادية. وتهدف الدراسة لتحليل أهم أحداث العواصف الغبارية بالمملكة،


وكشف تأثيراتها على الرؤية الأفقية، ومخاطرها على النقل بالطرق، ولتحقيق ذلك اُتبعت


منهجية تدرجت من مراجعة الأدبيات لرصد أهم العواصف الغبارية ومعرفة منهجياتها


وبياناتها، وبالتالي جمعت بيانات الجسيمات الدقيقة لإحدى عشرة عاصفة بين عامي 2000 -


2022 للقمر الصناعي (MERRA 2)، والحصول على طبقة (Shapfile) للطرق. وتمت تهيئة


البيانات لتكون مناسبة لاشتقاق طبقات الغبار لتحديد مستوى الرؤية، وبالتالي تمت نمذجة


مخاطر العواصف مجتمعة، وتقييم مخاطرها على النقل بالطرق، واستخدمت الدراسة طريقة


التحليل الهرمي لتحديد أهمية كل عاصفة، وصولا لجبر طبقات مستويات الرؤية في (GIS)،


لإنتاج خريطة مستويات مخاطر العواصف الغبارية على الطرق. وتوصلت نتائج الدراسة


لوقوع الطرق التي تعاني من مخاطر شديدة جدًا، حيث تتجاوز نسبة خطر العواصف الغبارية


82٪ في المنطقة الشرقية وشرق منطقة الرياض، بمساحة 546512,8 كم 2 ، بنسبة


28,05٪، ويقع بهذا النطاق 32349,55 كم بنسبة 15,49٪ من إجمالي الطرق. وتظهر


الطرق التي تواجه مخاطر شديدة للعواصف الغبارية، حيث تتراوح نسبة خطر الغبار بين 82


- 62٪ شمال وجنوب المنطقة الشرقية وجنوب شرق الحدود الشمالية ووسط وجنوب منطقة


الرياض وشرق نجران، بمساحة 204061 كم 2 ، بنسبة 10,47٪، وتبلغ الطرق الواقعة


ضمنها 36589,5 كم بنسبة 17,13٪ من إجمالي الطرق. ويقع ضمن المنطقة التي تتصف


بمخاطر معتدلة للغبار 45498,14 كم من الطرق بنسبة 21,79٪ من إجمالي أطوال الطرق،


وتقع بقية الطرق بمناطق تتصف بمخاطر ضعيفة وضعيفة جدًا للعواصف الغبارية. وبالتالي


ستساعد نتائج الدراسة صناع السياسات على اتخاذ مسارات العمل الصحيحة للتخفيف من الآثار


السلبية للعواصف الغبارية على حوادث الطرق خاصة في مواسم هبوب العواصف الغبارية.

Article Details

How to Cite
الرحيلي أ. (2024). التحليل المكاني للعواصف الغبارية ومخاطرها على حركة النقل في الطرق بالمملكة العربية السعودية باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية. Journal of King Abdulaziz University: Environmental Design Sciences, 15, 1–37. Retrieved from https://journals.kau.edu.sa/index.php/JEDS/article/view/1419
Section
Articles
Author Biography

أمينة الرحيلي, 0554516412

استاذ المناخ المساعد- قسم الجغرافيا جامعة ام القرى