الصور وتمثُّلها في اللغة والذاكرة من منظور نظرية التشفير المزدوج للغة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تتناول هذه الورقة معالجة النظريات المعرفية للغة وأنماط الاستيعاب، والتشفير، والاستذكار وفق نظرية التشفير[1]المزدوج للغة، وتنضوي الورقة تحت معالجة أبحاث العلوم النفسية والعصبية لقضايا التمثُّلات والصور ما بين الذهني التجريدي والمحسوس المشاهد، وأثر ذلك في عمليات التعلم والفهم والاستذكار. وتوضح الورقة ارتباط النظريةِ الوثيق بالمقاربات التربوية والمناهج التعليمية للغات الحية. إذ تفترض نظرية التشفير المزدوج للغة أن العمليات الإدراكية تتشكل من وحدات تمثيلية داخلية، وتُعالج عن طريق استخدام نظامين أساسيين، أولاهما: نظام لفظي verbal system مخصص لتمثيل اللغة ومعالجة جميع أشكالها، بما في ذلك الكلام والمحادثة. وثانيهما: نظام غير لفظي "تصويري" imagery system، مخصص لفهم الأحداث والعناصر غير اللغوية، ويعد هذا التمثيل الذهني التصويري شكلاً إدراكيًا أساسيًا للتمثُّلات غير اللفظية. واعتمدت الورقة المنهج الوصفي؛ للتعريف بنظرية التشفير المزدوج، واستقراء نتائج بعض الدراسات التي وظفتها. وقد وزّع البحث على مبحثين، تسبقهما مقدمة وتتلوهما خاتمة وثبت للمصادر والمراجع. وخُصّص المبحث الأول للتعريف بالنظرية وتطبيقاتها، ومقارنتها بغيرها من نظريات التعلم، وبيان فلسفتها وأهميتها المتمثلة في التفريق بين اللغة الحسية المادية وبين اللغة الذهنية المجردة، وخُصص المبحث الثاني: لتوضيح أهمية النظرية وارتباطها الوثيق بالذاكرة، وتفسير كيف تتم عمليات التشفير والاتصالات الداخلية بين نظامي التشفير (اللفظي وغير اللفظي)، كما استعرض المبحث أشهر مهام الذاكرة وقضاياها ذات الصلة مدعومةً بالدراسات التجريبية. وختمت الورقة بخاتمة تلخص ما استعرض فيها، مع توصيات علمية.
[1] . هناك من يترجم coding أيضا بالترميز، وبعد مشاورة مع مختصين في مجال اللسانيات والترجمة، رأيتُ اعتماد لفظة تشفير كمقابل لمعنى coding" و "encoding. والتشفير: "هو عقد الكلام وترميز المعنى بحسب نظام الشفرة اللغوي"، وعكس ذلك كلمة إشفار: وهو "حل المعنى لاسترجاع المعنى المقصود"، باستخدام الهمزة التي من معانيها "الإزالة". انظر ترجمة كتاب أسس اللسانيات النفسية من قبل البرفسور عقيل الشمري (فيرنانديز وكيرنز، 2010/2018، ص ٢٥).