التقاطبات المكانية وأثرها في حركية المكان الرحلي السعودي المعاصر

الملخص

أدب الرحلة جنس أدبي يتصل اتصالًا وثيقًا بالرحلة ويتفاعل مع عناصرها المختلفة، بما فيها المكان بحركيته الشعرية التي أكسبت أدب الرحلة المعاصر حيوية أدخلته عالم الأدب المتخيل؛ ليكون بذلك مغايرًا لما شاع في معظم أدب الرحلة السابق من تصوير تقريري مفصل لجوهر المكان المحسوس الذي يحضر المكان فيه بسكونه الزماني والمكاني، إلى المكان الذي يتسم بالحركيّة عبر تصوير تحركات الرحالة وسكناته، وأفكاره وخلجات نفسه في كل الأمكنة التي يرحل إليها أو يتنقل عبرها مؤثرا ومتأثرا. ومن خلال ذلك تروم هذه الدراسة الكشف عن حركية المكان بشعريته الحديثة في الرحلة السعودية المعاصرة: (غربة بطعم كارتالا: رحلة من الأحساء إلى جزر القمر)، وقد جاءت في مهاد تنظيري تضمن منهجية الدراسة، وثلاثة مباحث، وخاتمة متبوعة بثبت المصدر والمراجع، معتمدة في تحليلها على تقاطبات باشلار ولوتمان المكانية وعلى أداتي الوصف والتحليل اللتين تهتمان بوصف الظاهرة وتحليلها. وخلصت إلى أن مجيء المكان قد ارتكز على التفاصيل الحاضرة في ذهن الرحالة ووجدانه لا على تصوير تفاصيل مكان الرحلة الطبوغرافية التمثيلية إلا بالقدر الذي يزيد من شدة استغراقه الذهني والوجداني بين عدة تقاطبات مكانية جعلت من كارتالا مكانًا متحركًا يتنقَّل فيه الرحالة عبر حركية زمنه الداخلي في كل مستوى من مستويات الفضاء التي وقفت عليها الدراسة، وهي: فضاء الوطن، وفضاء التنقل، وفضاء الإقامة بما فيها من أمكنة متعددة، وهي تقاطبات أسهمت إسهامًا فاعلًا في تشكيل حركة الفضاء الأدبي في كارتالا من حيث انتظام الفكرة، وتوسيع دائرة السرد؛ لأنها رصدت قصدية السارد في بناء حكايته الرحلية القائمة على استيعاب الواقع بأحداثه ووقائعه وإعادة إنتاجه في مكونات العمل السردي بشاعرية أدخلته عالم الأدب الخيالي.