مؤشر أزدهار المدن ودوره في التنمية المستدامة : دراسة حالة مدينتي القريات ودومة الجندل
Main Article Content
Abstract
تناولت هذه الدراسة تحليل التغيرات في النمو العمراني، خاصة على كل من مدينة (القريات ودومة الجندل) خلال الفترة بين عامي (1980/ 2023م) حيث تسعى الدراسة الى توضيح مقدار التمدد العمراني ونسبة اتجاهات النمو. إذ يشهد العالم عملية تحول سكان الريف الى سكان الحضر بشكل كبير ومستمر. مما يشكل تحديا كبيرا امام عمليات التخطيط الحضري والتنمية المستدامة، بناء عليه وجب ان تتواكب هذه العمليات مع المستقبل وتقوم على أسس علمية لتحقق المنشود وتحقق الازدهار، حيث تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول نموا من الناحية الحضرية والعمرانية في العالم حيث يعيش 8 من كل 10 اشخاص في المدن، وأدى التطور السريع الى في التنمية العمرانية الى تحسين جودة حياة المواطنين، وعلى الرغم من ذلك فان التنمية العمرانية والحضرية تواجه تحديات كبيرة.
وتعتبر البيانات والمؤشرات التي تشمل جميع ابعاد التنمية المستدامة أحد الأدوات الهامة لتحقيق سياسات تطوير ذات فاعلية
وكفاءة. وتعتبر مبادرة ازدهار المدن اداة لقياس التنمية العمرانية المستدامة تعمل على تمكين سلطات إدارة المدن واصحاب المصالح المختلفة، من تحديد الفرص والمجالات المختلفة للتطوير لجعل المدن أكثر ازدهارًا.
جاء البحث الى وصف وتحليل ازدهار المدن ودراسة العلاقة بينها وبين اهداف التنمية المستدامة بشكل اجمالي، بكل من مدينة (القريات و دومة الجندل) والدراسة التفصيلية لاحد محاورها الأساسية) تطوير البنية التحتية( ثم دراسة نتائجه ودراسة كيف انعكست مؤشرات تطوير البنية التحتية على سياسات التطوير.
ويعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لتحليل عناصر الدراسة واستنباط كيفية الربط بين مؤشرات الازدهار )تطوير البنية التحتية( فضلا عن المناهج التحليلي النقدي لفحص سياسات التطوير من خلال تحليل التقارير والدراسات المتعلقة بازدهار المدن في ضوء برنامج مستقبل المدن المملكة العربية السعودية وتحديدا مدينة (القريات و دومة الجندل)، كما يلجأ البحث إلى منهج التحليل المنظومى للبنية التحتية بالمدن بالنظر إليه في صورته الإجمالية من خلال فحص الشوارع والكتلة المبنية وشبكات المياه والكهرباء وغيرها وتفاعلها لإضفاء أنماط من الازدهار تختلف من منطقة لأخرى، وتحديد نوعية البيئة السكنية فيما يتعلق بإمكانية التنمية المستدامة. و قد تم الاستعانة بتقنيات نظم GIS - RS، حيث تم استخدام برامجها، وكذلك تحميل مرئيات Landsat ثم القيام بعمليات المعالجة والتحليل والتحسين والتصنيف والتحرير، وكذلك إجراء الحسابات حتى الوصول إلى النتائج.
وقد خلصت الدراسة إلى إبراز أهمية الدفع بمبادرة ازدهار المدن كأداة رصد وتحليل للوضع الراهن وكأداة متابعة وتقويم لتحقيق المستهدفات وكذلك كأداة لكيفية تحقيق الأهداف، كما أظهرت كيفية استخدام مؤشرات الازدهار والتحليل الرباعي لها في وضع سياسات التطوير وتحقيق التنمية العمرانية المستدامة، كما توصلت الدراسة إلى استنباط مراحل التطوير الشامل ودور مؤشر ازدهار المدن في هذه المراحل، تطبيقا على برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
وتوصي الدراسة بضرورة نشر وتعليم مؤشرات الازدهار للجغرافيين والمخططين في المرحلة الجامعية وكذلك في المجال المهني وتدريب العاملين في الجهات ذات العلاقة، وكذلك وضع نظام للمؤشرات النوعية للإحاطة الشاملة بكافة قضايا التنمية. كما توصي الدراسة باعتماد رؤية شاملة لتطوير لمنطقتا الدراسة اعتمادا على مؤشرات الازدهار في وضع الروية الشاملة لتطوير المدينتين (القريات – دومة الجندل)، كما توصي باستخدام منهجية المدخلات القائمة على الأدلة للحصول على فهم أعمق للمنطقة العمرانية، من خلال جمع البيانات والمعلومات العمرانية المختلفة وعمل المقارنات مثل الكثافة واستعمالات الأراضي وتحليل شبكة الطرق.