تغيُّراتُ الصِّيغَةِ والبِنْيَةِ الصَّرفية في كتاب لحنِ العَوَام لأبي بكر الزبيدي "صيغ المشتقات –أبنية الجمع" نموذجاً
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يُعَدُّ اللحن ظاهرة قديمة تفشت على ألسنة أهل العربية ومن تعلَّمها، نتيجة الاختلاط مع بعضهم، ودخول العجم للإسلام، فأفضحت خطرًا يهدد العربية وأهلها، ولكن ما إن كُتِب لها التفشي على الألسنة، وسرعان ما وُجِد في التَّصدِّي لها علماء جهابذة كرَّسوا جل علمهم ووقتهم بتخطئتها وبيان وجه الصواب فيها، فظهرت مصنفات جمعت ما قيل لحنًا على الألسنة ومنها: (كتاب لحن العوام) لأبي بكر الزبيدي ت(379ه) الذي حاول فيه أن يحصي الألفاظ التي وقع اللحن فيها عند أهل الأندلس، فآثرت أن أقيم دراسة حول التغييرات التي تصيب اللفظة الملحونة، وكيف عالجها الزبيدي في كتابه، مستعملاً مقياسه الصوابي في الحكم عليها. واقتصرت الدراسة على( التغيرات في صيغ المشتقات وأبنية جموع التكسير ).
وتكمن أهمية الموضوع في أنه يعالج قضية اللحن في الصيغ الصرفية والبنية التي وقع فيها عامة الأندلسيين ، كما أن ما جمعه من مفردات تُعدُّ جديدة لا منقولة ممن سبقه، ولا مكررًا ما ذكروه.
ومن أهداف البحث: تسليط الضوء على ظواهر اللحن ونماذجه في الأبنية الصرفية المختصة بالمشتقات والجموع، وبيان وجه الصواب في الاستعمال كما وضحها الزبيدي مع بيان أثر التوهم أو القياس الخاطئ في استعمال مفردات مخالفة للصواب، والكشف عن معيارية الزبيدي المتشددة والمتخذة الحكم باللحن فيما قد يكون من أوجه الخلاف بين المدارس النحوية.
ومن أبرز النتائج التي توصل إليها البحث: استعمال عامة الأندلس للتوهم أو القياس الخاطئ في كثير من كلاهم المنطوق مما أوقعهم في اللحن، مع اعتماد الزبيدي أسلوب التعليل في ذكر سبب وقوع عامة الأندلس في بعض الاخطاء أغلبها من باب التوهم .